شعر عن ثورة ديسمبر 2022 المجيدة … يوم كتب فيه جمهورية السودان تاريخا جديدا، حتى الآن انطلاق شرارة الثورة مقابل نهج عمر البشير الإخواني.

شعر عن ثورة ديسمبر المجيدة

وتفجرت ثورة ديسمبر/كانون الأول في مدينة عطبرة اتجاه شمال جمهورية السودان عبر احتجاجات طلابية في مواجهة غلاء التكاليف وندرة الخبز، سرعان ما تمددت سريعا إلى مدن أخرى، ليرتفع سقف المتطلبات لـ”إسقاط نمط البشير”.

ولم تتوان آلية نظام الإخوان القمعية، في استخدام الشدة المفرط ضد المتظاهرين في محاولة لإخماد نار الثورة، ما أدى لمقتل عشرات الأشخاص خلال أسابيع.

ومع هذا تمسك المحتجون بسلمية حراكهم، وهو ما شكل سر فوز “ثورة كانون الأول”، بحسب مراقبين.

ومنذ انطلاقتها، واصلت الاحتجاجات تتوسع یوماً عقب الآخر حتى أصبحت تصدر النداءات لھا من تجمع المهنيين السودانيين والذي كان تكتلا نقابيا يتقدم في ترتيب المرأى حينها.

بل يتواصل يوم 6 أبريل/أبريل 2019 حاسماً في رحلة الاحتجاجات السودانية؛ حيث بلغ آلاف المتظاهرين إلى محيط الريادة العامة للقوات المسلحة في العاصمة السودانية الخرطوم، ودخلوا في اعتصام مفتوح لحين تنحي البشير.

وبعد 5 أيام من بداية الاعتصام تم النشر والترويج عن عزل البشير وحل مجلس وزراؤه.
كسر العزلة الدولية

وعقب مضي عامين على الثورة، تمكن دولة السودان من كسر عزلته العالمية، بالخروج من اللائحة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، والمصالحة مع إسرائيل، وتحقيق السلم الداخلي وبسط الحريات.

ویقول أستاذ العلوم السیاسية بالجامعات السودانیة الطبيب عبداللطیف محمد سعید، إن ثورة كانون الأول التي أتمت حكم الإخوان، ووضعت البلاد على مجرى التحول الديمقراطي، والتداول السلمي للسلطة، أعادت كرامة السودانيين.

وتحدث فرحان لـ”العين الإخبارية”: “سلمية الثورة كانت سر فوزها في ھزیمة نظام الإخوان الذي لم یتردد في استعمال أقصى درجات الشدة في مسعى لوأد موجة الاحتجاجات بل أتت النتائج عكسية لما كان یرغب، فكلما قتل شخص برصاص ملیشیاته زاد حماس المظاھرات وتمددت رقعتھا حتى أسقطته”.

فيما يؤكد المحلل السياسي، بشير أربجي، أن توفيق ثورة ديسمبر /ديسمبر يعكس قوة إرادة الشعب السوداني في مؤتمر الديكتاتوریات التي تصادر حریته، فمھما اشتدت قبضتھا ستظل إرادة الشعوب ھي الأكثر قوة.

ولفت حتّى البشیر وحزبه الحاكم انفردا بالسلطة وأفسدا واستعبدا السودانيين، واستبعدا الكوادر المؤھلة من الوظيفة الخدمية المدنیة الأمر الذي أدى لانھیار البلد اقتصادیا.

ووضح أن البشیر أثناء مرحلة حكمه كان یلعب على خلافات المقاومة فیما بینھا ویطیل أمد سلطته، لكنها توحدت في التتمة بخصوص إسقاطه في لحظة كان فیھا كل الشعب متحدا لذات الشأن بعدما انكسر لديه حد الرهبة.

وتقديرا لدور الحراك الشعبي، أعرب مجلس الوزراء السوداني أن يوم السبت 19 كانون الأول/ديسمبر سوف يكون أجازة حكومية في مختلف أنحاء البلاد إحياء لذكرى الثورة المجيدة