موضوع عن اهمية القراءة … كثيرًا ما نرى في التلفزيون أمًا حاملًا تقوم بقراءة حكاية لجنينها، وقد يتخيل المرء أنها مصابة بالجنون أو أنه أمرٌ غير مبرر لا جدوى منه، ولكن ما لا يعلمه الكثيرون أن القراءة لا تقتصر على عمر محدد وأنه لا مفر من الافتتاح فيه في سن مبكرة إذ يتوجب على الآباء والمربيين إيلاء أهمية كبرى للأولاد من أجل تحفيزهم على القراءة وتوجيههم نحوها في عمر ضئيل، لما لها من لزوم عُظمى في تطوير أدمغتهم وذكائهم ومنحهم العلم والمعرفة، وتوجيههم صوب ما فيه خيرهم وصلاحهم وما يمكّنهم من وظيفة أوقات فراغهم بما هو نافع لهم.

موضوع عن اهمية القراءة, العرض: القراءة متعة متجددة لا تتوقف

إن متعة القراءة تتجلى في ما يجنيه القارئ من فوائد متعددة، فحينما يُبحر القارئ النَهِم في كتاب فإنه يكتسب الكمية الوفيرة من المتعة والمنفعة الكبيرة جدا ويغوص في شتى الميادين والمعارف دون الحاجة إلى الذهاب إلى مواضع التعليم، قرأت ذات مرة أنّ قارئ الكتاب يجني نزهة من العلم خاضها المؤلف ويأخذ ملخص ما توصل إليه ذلك العالم أو المخترع أو المؤلف ذي العلم الوفير أو رجل الدين، كما أن القارئ النهم يحصل على الكمية الوفيرة من البيانات بصورة سريعة من قراءة عدد من الكتب؛ إذ يستطيع قراءة كتاب كل يوم أو كل ساعة.

تعد القراءة من أهم الأشياء التي تحفظ الذهن فهي رياضة العقل التي تحافظ على سلامته وقوته، كما تحافظ الرياضة البدنية على صحة الجسد ولياقته، وتحتسب القراءة رياضة العقل الهامة، التي تحميه من أمراض الشيخوخة وتحفز من إمكانياته وتحد من تدهور الذاكرة، كما تسهم القراءة في التخفيف من القلق والضغط؛ لأنها من الأنشطة المسلية التي يؤديها ويقوم بها الشخص بكل سعادة.

وتعد أحد طرق الترفيه الهادفة للغاية، وتساعد القارئ في القضاء على ضغوطات الحياة ومشاكلها، والاندماج في عالم من الخيال والمتعة والمكسب وهو عالم الكتب الذي يمتلئ بالكتب والقصص والروايات الحقيقية والوهمية، والتي تسهم في منح الذهن السكون والهدوء والسكينة.

تعاون القراءة الكثير من الأفراد على القضاء على الاضطراب والقلق وصعوبة النوم ليلا وقبل الغفو حيث إنّ قراءة عشر دقائق يومياً تحت ضوء خافت يأخذ دورا في التسبب بالنعاس لدى الكثيرين وقد يتعمد الكثير من الأشخاص القراءة قبل السبات من أجل الاستحواذ على غفو عميق، والحصول على العديد من فرص التعلم بشراء الكتب التي تعد أصغر سعر من التسجيل في الدورات وحضور المحاضرات؛ حيث يمكن بكتاب واحد تعلم لغة حديثة أو مهارة عصرية أو اكتساب دراية لم تكن حاضرة من قبل.

والقراءة تعد أسلوب حديث غير تقليدي يمكن الاعتماد فوقه في اكتساب المعارف والعلوم، وتسهم القراءة في ترقية الذاكرة عند الناس العاديين إذ يفتقر الكمية الوفيرة من القراء إلى ذاكرة قوية وإلى قدرات حديثة بهدف ربط الوقائع وتذكر عدد محدود من الأسماء والشخصيات والوقائع التي يحتاج إليها في وعى الرواية أو الحكاية والكتاب.

وتعد القراءة أحد أكثر أهمية العوامل التي تقوي الذاكرة وتوفر العقل مزايا متعددة في التذكر والاسترجاع وإيلاء الاهتمام والحفظ، وتعد أيضًا من أرقى طرق الإثراء اللغوي إذُ يحصل القارئ على العدد الكبير من المفردات القريبة العهد والفريدة والتي تجعله أكثر ثقة بنفسه وتمنحه العدد الكبير من الفرص سواء على مستوى المجهود أو على مستوى الحياة الاجتماعية.

وهكذا يكتسب فرص أضخم وأكثر الأمر الذي تعلمه من معارف ومن أسلوبه في الحديث وانتقاء الكلمات وطرح النصوص، كما يحصل على لغات أخرى وتكون يملك مقدرة أضخم على البيان والتحدث في أي نص، وتلك الإمتيازات غير محدودة على الكبار وإنما ينالها الصغار أيضًا بالمواظبة على القراءة التي من حالها تنميتهم أكاديميًا.

قد يكون الصبي في سن ضئيلة ولا يستطيع القراءة وفي تلك الحالة يمكن تدعيم دور الأهل في القراءة لأطفالهم وبحافز ذلك فإن هذا يشارك في إكسابهم الكمية الوفيرة من الفوائد مثل: تقوية العلاقة بين الولد الصغير ووالديه وقتما يقرؤون له إذ يصبح هنالك علاقة ذات بأس بينهما وذلك بقضاء وقت أكبر مع الصبي وهي من أكثر الأشياء التي تقوي الصلة بين الآباء وأبنائهم، وعى يشعرون بالثقة ويحسون إلى جانب الأهل منهم، ويمنحون لهم الحب والتشجيع، مثلما يشعر الطفل بالطمأنينة وقتما يقرأ له والده بصوت مرتفع.

يمكن تدعيم القراءة عند الأولاد على يد اتباع الأساليب وافرة مثل تشجيعهم على القراءة وأخذهم إلى المكتبة لشراء الكتب الهادفة، إحاطة الغلام بالكتب وإلقائها في أماكن قريبة منه وفي متناول يديه حتى يلتقطها ويحاول قراءتها، قراءة الحكايات للطفل متكرر كل يومًا ومساعدته على انتقاء الكتب التي تتناسب وعمره، والنظر إلى الغلام وإبراز الانتباه فيه خلال القراءة وهذا لتشجيعه، وتحفيزه ايضا على قراءة كل ما يقع بين يديه من منشورات عامة وكتابات على المعلبات أو على أغلفة الكتب وعناوين الجرائد.

اقراء ايضا :في مرحلة ما قبل القراءة، ماهو السؤال الذي يعينك على استحضار معلوماتك السابقة عنه

الخاتمة: القراءة حالة من الشوق للعلم والمعرفة

تعد القراءة رغبة وحاله من الشوق للعلم والمعرفة تستمر مدى الحياة خصوصا في حال تعود عليها الإنسان منذ الصغر واتخذها هواية، فالمطالعة هي نظام متكرر كل يوم لا يمكن الاستغناء عنه، ولا يمكن تركه حتى في أصعب الأحوال، كما يمكن الاستمرار بالقراءة لفترات طويلة بإبقاء الكتب في متناول اليد وتحديد ساعات محددة للقعود والتلذذ بقراءة كتاب.

كما يمكن التنويع في قراءة الكتب بمطالعة الكتب القديمة والجديدة والكتب التي تشتمل على وافرة أشكال من المعارف والثقافات، وربما بلغات مغايرة لتوسيع المدارك والانفتاح على العالم، كما يمكن قراءة الحكايات القصيرة أو الطويلة أو المتوسطة.