اجمل قصيدة يوم الارض محمود درويش .. جاءت قصيدة الأرض للشاعر العربي الفلسطيني محمود درويش اسجاما مع الحدث وتأكيدا لأهمية الموقف واقعة يوم الارض الذي كان في أعقاب استشهاد ستة فلسطينيين دفاعا عن الأرض الفلسطينية في الثلاثين من مارس عام1976 حيث وقفت على قدميها قوات الإختلال بمصادرة آلاف الدونومات من أراضي يملكها فلسطينيون .مما صرف الفلسطينيين لى الإضراب والقيام بسفرات وحصلت مواجهات كانت نتيجتها مقتل ستة من الفلسطينيين .

في مختلف قصائد درويش نشاهد عاطفة حب الوطن تتغلب على كل الأحاسيس،ويمكنه بمهارة المتمكن تطيع المفردات لتخدم الفكرة وكأن المفردات تأتي راكعة بين يديه تطلب الشأن منه ليوجهها الوجهة التي يود فيسقط المفردة في مقرها بحيث يحس القاري أن استبدال أي كلمة بغيرها غير محتمل لأن المقر قد فصل لها تفصيلا فتعطي المعنى الذي يريد بقوة ويكون لها تأثيرها على النفس،ولا اعتقد أن الأمر كان من محاسن الصدف بل نتيجة لتجربة ملموسة عاشها درويش خسر طرد من قريته البروة عام 1947 وهو في سن الطفولة وحينما عاد متسللا مع ذويه بعد عامين وجد قريته وقد مسحت عن الخارطة الأمر الذي أضفى على كتاباته صدق المشاعر وصدق العاطفة .

في الجزء الاول من القصيدة كما في باقي األجزاء وكما كل القصائد يستخدم درويش الرمز ليخاطب القلائل ويقصد الكل، فوجه خطابه لخديجة كرمز للام الفلسطينية وهي واحدة ممن ا ستشهدوا دغاعا عن الأرض مؤكدا في البدايةعلى عمق العلاقة بينه وبين الارض وما بين الأرض وبقية الشعب الفلسطيني.وبقدرة عجيبة يمزج درويش بين الأمل والعذاب بين الجاري والمستقبل فالحاضر يشهد الغرباء فهو يراهم حجر عثرة في تطور الزهور وهم يلوثون حتي حبل الغسيل الذي ينبغي أن لا ينشر عليه سوى

ما كان ناصعا ويراهم كذلك حجارة تعيق السير في طريق الاستقلال وأنهم أيضا يلوثون الرياح ويضرب مثلا بهواء الجليل المتميز بجبالة ونقاء هوائه إلا أن المستقبل مشرق سيشهد طردهم والقضاء عليهم إذ يطلب من خديجة أن تتسلح بالأمل فنجده يطلب من خديجة أن تبقي على باب الأمل مفتوحا ويكرر كلمة سنطردهم ثلاث مرات ليشير أن إجراء رحيل العدو من المقر لا يشطب سوى بالإجبار

اجمل قصيدة يوم الارض محمود درويش

 

أنا الأرض
والأرض أنت
خديجة لا تغلقي الباب
لا تدخلي في الغياب
سنطردهم من إناء الزهوروحبل الغسيل
سنطردهم من حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواءالجليل

أما في االجزء الثاني من القصيدة فيصور درويش روحه وكأنها تذوب لتحل في كل قسم من أجزاء الوطن فتمتزج روحه بالتراب ويجعل من يديه رصيفا لتمر فوقه الأجيال بل هذا الرصيف لن يكون معبدا إلا أن مثخن بالجراح فالوصول إلى سبيل الخلاص يحتاج الى تضحية وغالبا ما تعمد تلك التضحية بالدم ويجول في الوطن الذي ذوب نفسه فيه وبالذات إلى الحجارة وعبر عنها بالحصى ليراها أجنحة تحمل بين ظهرانيهاأجنحةمن تاق إلى الشهادة،ويمزج بيم روعة العصافير وجما اللوز والتين ومن أغصان التين هذه بنادق وقنابل تقذف المحتل ودباباته لتفجرها وتتخلص من وجودها . فنجده يقول

أسمي التراب إمتدادا لروحي
أسمي يدي رصيف الجروح
أسمى الحصى أجنحة
أسمي العصافير لوزا وتين
وأستل من تينة الصدر غصنا
وأقذفه كالحجر
وأنسف دبابة الفاتحين