كلام عن الغربه والبعد عن الاهل .. هي من أشد المراحل التى يمكن ان يتجاوز بها الإنسان خارج وطنه الذى تربى فيه واعتاد أعلاه منذ نعومة أظافره فالذي يتكبد من الغربة هو الشخص الذي اضطر إلى فراق الأحبة ما إذا كان السفر من أجل التعليم او الجهد او اى شئ اخر فى الغربة ينظر الإنسان الى الذكريات الماضية ويتمنى الحياة وسط اهله واحبائه مرة اخرى وفى هذا الموضوع يأكل موقع جديد اليوم المفردات الطيبة والعطرة التي تعرب عن الغربة.

كلام عن الغربه والبعد عن الاهل

الناس تحسدك طول الوقت على شيء لا يستحق الحسد، لأن متاعهم هو سقوط متاعك، حتّى على الغربة يحسدونك، كأنما التشرد مكسب وعليك أن تدفع ضريبته نقدا وحقدا.
فالغربة يا رجل فاجعة يكمل إدراكها على مراحل، ولا يتابع الإلمام بها إلا بانغلاق هذا التابوت على أسئلتك التي بقيت مفتوحة عمرا بأكمله، ولن تكون هنا يومها لتعرف كم كنت غريبا قبل هذا؟ ولا كم ستصبح منفيا بعد الآن؟.
هل يدري الصحب أني عقب فرقتهم أبيت أرعى نجوم اليل سهرانا أقضي الوقت ولا أقضي به وطرا وأقطع الزمان أشواقا وأشجانا ولا قريب إذا صرت في حزن إن الغريب حزين حيثما كانا. (احلام مستغانمي)
تقول سعاد ما تغرد طائر على فنن سوى وأنت كئيب أجارتنا إنا غريبان ههنا وكل غريب للغريب نسيب أجارتنا إن الغريب وإن غدت فوق منه غوادي الصالحات غريب أجارتنا من يغترب يلقى للأذى نوائب تقذي عينه فيشيب يحن إلى أوطانه وفؤاده له بين أحناء الضلوع وجيب.( أبي عبدالله الكلثومي النحوي)
جسمي برفقتي إلا أن الروح عندكم فالجسم في غربة والروح في وطن فليعجب الناس مني أن لي بدنا لا روح فيه ولي روح بلا جسد.
يا مهجتي لا تحزن ولا تغرق في الظلام، فالنّور ثمة مقبل ها هو، تكبر هالته أكثر قاوم وكن صادقاً أكثر، واثقا أكثر، فلا شيء سينقذك سوى حلمك وصدقك وإخلاصك لله ولنفسك وروحك وذاتك.
أصعب شيء يواجهك في تلك الحياة حالَما تشعرّ أنّك غريب.
أنّك صادق والصدق نقص وخلل أنّك حالم والمنام عار أنك طيب والطيبة سذاجة أنك محب والمحبة دروشة بنظر الآخرين.
أنك متأمل حساس ومتفان في المحبة، ويجدها الآخرون قيما

انقرضت اندثرت منذ زمن، وينظرون إليك نظرات استهزاء وتحس أنك آت من عالم آخر، ومحكوم عليك أن تعيش هنا وتبدأ بالبحث عن هدف عن رؤيا يبقيك على قيد الحياة.

الفراق حزن كلهيب الشمس يبخر الذكريات من القلب ليسمو بها إلى عليائها فتجيبه العيون بنثر مائها لتطفئ لهيب الذكريات الفراق نار ليس لها حواجز لا يحسه إلا من اكتوى بناره الفراق لسانه الدّموع وحديثه الصمت ونظره يجوب السماء الفراق هو القاتل الصامت والقاهر الميت والجرح الذي لا يبرأ والداء الحامل لدوائه.
الفراق كالحب تعجز الحروف عن وصفه وإن أبينى تفرقا الفراق كالعين الحالية التي في أعقاب ما أخضر محيطها نضبت لدى الفراق.
اجعل لعينيك الخطبة فسيقرأ من أحبك سوادها واجعل وداعك لوحة من الأحاسيس يستميت الفنانون لرسمها ولا يمكنهم فهذا آخر ما سيسجله الوقت في رصيدكما.
وبعد الفراق لا تترقب بزوغ القمر لتشكوا له الم البعاد لأنه سيغيب ليرمي ما حمله، ويعود لنا قمرا جديدا ولا تقف أمام البحر لتهيج أمواجه، وتزيد على مائه من دموعك، لأنه سيرمي بهمك في قاع ليس له مرسوم، ويرجع لنا بحرا هادئا مجددا، وهذه هي سنة الكون يوم يحملك ويوم تحمله.( من أقوال المبرد )