اليوم العالمي للنوروز 2022 .. يحتفل بحوالي 300 1,000,000 فرد، من بينهم الكرد والحصان والبشتون والآذريين وغيرهم، في 21 آذار/آذار من كل عام بعيد نوروز التي تعني باللغتين الكردية والفارسية “اليوم الجديد”، ويحتسب عيد رأس السنة لدى الأكراد والجواد.

ويقول الأكراد إنهم يحتفلون به منذ عام 612 قبل الميلاد، أي أنهم سيدخلون عام 2633 تلك السنة. أما الحصان، فاحتفلوا به حتى الآن هذا الزمان الماضي، وسيدخلون عام 1400 ذاك العام.

اليوم العالمي للنوروز 2022

ويحتسب نوروز، العيد الأوحد الذي تحتفي به قوميات وأديان وشعوب متنوعة عبر القارات. وهو عطلة حكومية في كميات وفيرة من البلدان مثل إيران والعراق و قرغيزستان وأذربيجان، كما يُحتفل به في تركمانستان وطاجيكستان وأوزبكستان وكازاخستان ومقدونيا وجنوب القوقاز والقرم ومنطقة البلقان وكشمير وولاية كوجارات الهندية وشمال في غرب الصين.

وأكثرية المحتفين بنوروز، يعدونه عيداً دينياً أو ثقافياً منذ مئات السنين، لكنه إنتهاج طابعاً قومياً لدى الأكراد وخصوصا في العصر الحديث حيث أمسى حدثاً سنوياً يؤكد من خلاله الأكراد على هويتهم ومطالبهم وحقوقهم القومية والسياسية في جميع من تركيا وإيران والعراق وسوريا.

ولم يُسمح بإحياء احتفالات نوروز في تركيا وسوريا حتى وقت قريب، بل أكراد إيران والعراق كانوا أوفر حظاً من أقرانهم، لأن الإيرانيين أنفسهم يحتفلون به ولو بأعراف متباينة

مثلما أن الأكراد في العراق عززوا الاحتفال به حتى الآن حصولهم على الحكم الذاتي في إقليم كردستان العراق في سبعينيات القرن السالف.

أما في كل من تركيا وسوريا فكانت الحكومات المتعاقبة تمنع الاحتفالات بقوة وتعتقل المساهمين فيها حتى أن كثيرين دفعوا حياتهم ثمناً لإحياء ذاك اليوم، وخصوصا في أوائل التسعينيات

وقتما استخدمت المدرعات والرصاص الحي مقابل المساهمين في الاحتفالات بمدينة جزرة الواقعة جنوب في شرق تركيا واعتقلت السلطات كثيرين حتى من هم دون سن الـ 18 عاماً.

وفي الأسطر الآتية، نسلط الضوء على احتفالات نوروز في سورية، في حضور ما يزيد عن نصف قرن من الدهر من حكم العائلة الواحدة، وما رافقتها من ممارسات واعتقالات وأحكام لكبح الاحتفالات بالعيد.

نوروز أكراد سوريا

سيطرّقت سياسات الحكومات السورية المتتالية، التي رفضت الاعتراف بالهوية الكردية في البلاد، من إحساس الأكراد بالتفريق إزاءهم والظلم وجعلتهم أكثر تمسكاً بقوميتهم التي كانت تتعرض لمحاولات طمس بأسلوب مستمر.

ويُعتقد أن الأكراد يشكلون بين 10 و 15 في المئة من سكان سورية البالغ عددهم 23 مليون نسمة قبل المعركة أي ما يكثر عن مليوني شخص. إلا أن لا تبقى إحصاءات رسمية بذلك.

وقد كانت احتفالات نوروز قبل الثمانينيات تتم إقامة في بساتين أو أقبية أو ضِمن البيوت في تجمعات صغيرة سرية بعيداً عن أبصار أجهزة الأمن.

وبدأ الأكراد يخططون للاحتفال بنوروز على الملاً مستخدمين حيلاً للمضي قدماً في إحياء الاحتفالات في الثمانينيات من القرن الماضي.

ومن عدد محدود من الأساليب التي استخدموها أحياناً، تظاهر شاب صغير وشابة بأنهما عروسان وأن الحشود ليسوا سوى مدعوين إلى حفل الزفاف.

ويتذكر حسين هذا “العرس العظيم” في عفرين بقوله: “هاجمت الشرطة احتفال نوروز الذي كان في الجلي عرساً، ولى دبره أكثرية الحضور، وبقي طبّالان دون أن يعلما ما الذي يجري حولهما، فاعتُقلا واقتيدا ليُحقق معهما من قبل الأمن السياسي، فما كان من واحد من الطبالين إلا أن أفاد:” سمعت الكثير ولكنني لم أسمع في دنياي عن ملاحقة طبالين سياسياً”.